صرخة من القدس… هل تصبح الأراضي المقدّسة متحفًا بلا مؤمنين؟

قلقٌ من اختفاء الوجود المسيحيّ من الأرض المقدّسة في ظلّ التحدّيات الراهنة قلقٌ من اختفاء الوجود المسيحيّ من الأرض المقدّسة في ظلّ التحدّيات الراهنة | مصدر الصورة: المركز المسيحيّ للإعلام

وجَّه نائب حارس الأراضي المقدّسة الأب إبراهيم فلتس الفرنسيسكانيّ من قلب القدس نداءً مؤثّرًا ومفعمًا بالرجاء، لكنّه لم يَخلُ من الألم، داعيًا العالم المسيحيّ إلى دعم مسيحيّي الأرض المقدّسة الذين يواجهون اليوم تهديداتٍ غير مسبوقة لوجودهم التاريخيّ في مهد الإيمان.

أكّد فلتس أنّ التحدّيات المحيطة بالمسيحيّين في المنطقة لم تكن يومًا بهذه القسوة، إذ يواجهون أزمات معيشيّة خانقة تدفع كثيرين منهم إلى الهجرة بحثًا عن مستقبل أكثر استقرارًا.

وقال: «الفقر والهجرة والصراعات تشكّل ضغطًا هائلًا على مجتمعنا، وتحاول أن تقتلعنا من جذورنا وتطفئ النور الذي أبقيناه مضيئًا عبر القرون. هل سنسمح بأن تصبح هذه الأرض متحفًا خاليًا؟ هل يرحل المسيحيّون عن أرض القيامة لتُصبح مجرّد ذكرى بلا شهادة حيّة؟».

الأب إبراهيم فلتس يرعى أحد الأطفال. مصدر الصورة: المركز المسيحيّ للإعلام
الأب إبراهيم فلتس يرعى أحد الأطفال. مصدر الصورة: المركز المسيحيّ للإعلام

«حُرّاس الإنسان»

وشدّد فلتس على أنّ حراسة الأراضي المقدّسة ليست مجرّد مهمّة للحفاظ على أماكن العبادة، مشيرًا إلى أنّ أعضاءها هم «حُرّاسٌ للإنسان» يحملون قبل كلّ شيء رسالة إنسانيّة تقوم على دعم الفقراء، وتوفير التعليم، ومساندة العائلات للصمود في وجه التحدّيات السياسيّة والاقتصاديّة.

وتابع: «حراسة الأراضي المقدّسة كانت وستظلّ الدرع لحماية هذا الوجود... وحيثما وُجِدَ مسيحيّ يُعاني، تكون حراستنا حاضرة».

حراسة الأراضي المقدّسة تحتفل بقدّاس إلهيّ. مصدر الصورة: المركز المسيحيّ للإعلام
حراسة الأراضي المقدّسة تحتفل بقدّاس إلهيّ. مصدر الصورة: المركز المسيحيّ للإعلام

«لا تتركوها!»

ودعا فلتس المؤمنين حول العالم إلى جعل «لمّة الجمعة العظيمة» التي تُجمَع في الكنائس دعمًا حقيقيًا للوجود المسيحيّ في الأرض المقدّسة، موضحًا أنّها ليست مجرّد مساعدة ماليّة بل «حياة تمنح الأمل لمجتمع بكامله».

وأضاف: «إمّا أن تبقى مدرسة وإمّا أن تُغلق. إمّا أن تصمد عائلة وإمّا أن ترحل. إمّا أن يُزهر مستقبل شبابنا وإمّا أن ينطفئ... الأمر في أيديكم».

وختم فلتس نداءه بتوجيه رسالة إلى كلّ من يشعر بمسؤوليّة تجاه الوجود المسيحيّ في الأرض المقدّسة، قائلًا: «لا تتركوا الأرض المقدّسة وحدها! لا تتركوا إيمان المسيح يتلاشى من موطنه! لا تسمحوا بأن تصبح أماكننا المقدّسة أطلالًا بلا حياة! دعمكم هو عهد بينكم وبين هذه الأرض، بينكم وبين الكنيسة الأولى، بينكم وبين المسيح نفسه».

وكان النائب البطريركيّ للاتين في القدس المطران وليم شوملي قد أفاد في تصريح سابق لـ«آسي مينا» بأنّ «البطالة طالت نحو 50% من المسيحيّين، ممّا جعلهم يعتمدون في شكل كبير على المساعدات الإنسانيّة المحدودة». ويعكس هذا التصريح حجم التحدّيات الاقتصاديّة التي أشار إليها فلتس، إذ أصبح الفقر والحصار الاقتصاديّ جزءًا من الضغوط التي تهدّد الوجود المسيحيّ في الأرض التي انطلقت منها رسالة السلام والمحبّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته